فيلم Richard Jewell عندما يحول الإعلام حياتك إلى جحيم

الإعلام كيان به قدر قليل بل أحياناُ يكون منعدم من الإنسانية ، و بالرغم من أن واجبه هو إعلام الناس بالحقيقة إلا أن ذلك الأمر تحول مع الوقت إلى تقديم ما يجذب الناس و يزيد المبيعات حتى و إن كانت الضريبة هى تدمير سمعة و حياة شخص بالكامل . افلام رعب

قصة فيلم Richard Jewell

يتناول فيلم Richard Jewell قصة ريتشارد جويل رجل الأمن العامل بسينتنيال بارك بفعاليات الالعاب الاولمبية الصيفية عام ١٩٩٦ و الذى يكتشف قنبلة فيبلغ عنها لينقذ بذلك عدد كبير من الناس و لكن سرعان ما تأخذ الأمور مجرى مختلف عندما يتهمه مكتب التحقيقات الفيدرالية بزرع القنبلة من الأساس .

https://youtu.be/W9WjyYKPxHk  

السيناريو :يقدم قصة فيلم Richard Jewell ؛ ذلك الشخص الذى كان محط أنظار و اهتمام الاعلام الأمريكى لفترة نظراً لكونه المشتبه به الأول فى القيام بتفجير سينتنيال بارك .

بدأ فيلم Richard Jewell بتقديم الشخصيات و الذى استغرق ما يقرب ٢٠ دقيقة بذكاء بالغ ، فغالباً تكون بداية أفلام كهذه مملة بالنسبة للمشاهد و لكن يتم صبغها هنا بكوميديا رائعة ، غير مقحمة ، و فعالة إلى أقصى درجة مما جعل المتعة تبدأ من اللحظة الأولى بالتوازى مع التقديم الرائع للشخصيات .

قدم السيناريو رتم ثابت للفيلم ليس بالسريع أو البطئ و لكنه كان مثالى ، دون الإقدام على تسارع غير مبرر او ركود فى الأحداث .

اهتم سيناريو فيلم Richard Jewel بعرض أحداث القضية من جانب ريتشارد لنرى أثر التحول الرهيب الذى حدث فى حياته خلال أيام قليلة من بطل قومى إلى مجرم مختل عقلياً ، و نرى تلك الأم التى تحولت ما بين ليلة وضحاها من أم فخورة بإبنها البطل إلى والدة الإرهابى الذى تتحدث عنه الولايات المتحدة بأكملها ؛ نقطة لها أثر إيجابى بكل تأكيد و لكن كان هناك بعض الآثار السلبية .

أهم تلك السلبيات هى عدم الاهتمام بتقديم جانب التحقيقات الفيدرالية أو الصحافة بالشكل الكافى مما جعلهم يظهرون بشكل أكثر شراً مما هم عليه و جعل مبرراتهم و تحولاتهم تبدو سطحية للغاية .

يحسب على السيناريو كذلك التسرع الواضح بوضع كلمة النهاية رغم جودة تنفيذ و تجسيد مشاهد فصل النهاية و التى كانت مليئة بالمشاعر .

الحوار :
حوار فيلم Richard Jewell كان فى غاية الروعة و الاتقان ، استطاع الحوار أن يتعمق إلى داخل عقل و قلب شخصية ريتشارد بشكل استثنائي و ذلك من خلال سيناريو رائع و مشاهد مصممة بذكاء و منفذة بإتقان من قبل الرائع كلينت إيستوود .

الأداء التمثيلى و الشخصيات :
كما سبق و أوضحت مدى إعجابى بتصميم الشخصيات و كيفية تقديمها لذا فدعونا نتحدث عن كل شخصية ببعض من التفصيل

بول والتر هاوزر :
ريتشارد جويل ؛ بطل قصتنا هو ذلك الشاب السمين الذى يقضي حياته حالماً بالانضمام للشرطة لإيمانه بحماية الناس .
شخصية مستقيمة للغاية ، مستقيمة لدرجة يصعب أحياناً تصديقها و هذا كان التحدى الأكبر أمام بول هاوزر ، كيف بإمكانه أن يقنعك كمشاهد أن شخصية كهذه موجودة .
استطاع بول أن يقدم أداء استثنائى يمكننى القول أنه ثالث أفضل أداء هذا العام بالنسبة لى فى مفاجأة لم أتوقعها شخصياً قبل مشاهدته .
لم يكتفى بول بتخطى عقبات شخصيته و تمكنه من جميع تفاصيلها و لكنه استطاع عكس مشاعرها بشكل رائع جدا فى أداء تنوع ما بين الهدوء و الانفجار بشكل متقن .

سام روكويل :
الرجل المتألق بشدة بالأعوام الأخيرة و الذى يلمع اسمه فى سماء هوليود هذا العام من خلال ثلاث أعمال رائعة قدم بها أداءات جميلة .
يقدم سام هنا شخصية واتسون براينت محامى ريتشارد ، بالرغم من كونه محامى جيد و ذكى إلا أنه مستهتر و مهمل إلى حد كبير ؛ تجسيد رائع من روكويل مع قدرته على تقديم جانب كوميدى رائع من الشخصية ليثبت مرة أخرى أنه إضافة لأى عمل يتواجد به .

كاثى بيتس :
قدمت كاثى أداء رائع فى دور الأم و استطاعت عكس التحول الحاد فى مجرى الأمور بالنسبه لإبنها الوحيد ، و بذلك استطاعت أن تنال ترشيح مستحق لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة .

جون هام و اوليفيا وايلد :
كلاهما قدم أداء جيد جدا ً فى تجسيد شخصيتي "توم شو" المحقق الفيدرالي و "كاثي سكرجز" الصحفية التى جعلت طموحها يتغلب على أى مشاعر انسانية بها ؛ و بالرغم من التصميم الجيد لتلك الشخصيات إلا أنها لم تكن محظوظة بالوقت الكافى على الشاشة لتوضيح مبررات قراراتها خاصة فى فصل النهاية عكس الشخصيات على جانب ريتشارد .

الإخراج :
قدم لنا العملاق كلينت ايستوود لنا عدد كبير من الأعمال الفنية المتنوعة سواء ممثلاً أو مخرجاً و بالرغم من وصوله الى سن التاسعة والثمانين الا أنه يؤكد أنه مازال قادراً على العطاء والإبداع بـ فيلم Richard Jewell

قدم ايستوود تجربة مميزة استطاع أن يتحكم فيها بأدواته كاملة لنقل الحالة الإنسانية والمشاعر قبل ذكره للأحداث ؛ بمعنى أكثر دقة و بساطة كان تسليط الضوء على الشخص فى المقام الأول لا الحدث .

يحسب له أيضاً قدرته على إخراج أفضل ما لدى طاقمه التمثيلى و الذى اتضحت لمساته فى توقيتات الهدوء و الانفعالات . افلام رعب

تقيلم فيلم Richard Jewell

فيلم Richard Jewell هو مفاجأة رائعة من العيار الثقيل هذا العام تستحق المشاهدة بالرغم من تهميشها على مستوى الجوائز و الإعلام.
تقييم الفيلم هو 8/10 

هل تؤثر المسلسلات التلفزيونية على العلاقات الزوجية؟! مشاهدة مسلسل الإجابة هي نعم! .. هناك للأسف تأثير بالغ للمسلسلات التلفزيونية على واقع العلاقات الزوجية، بما تطرحه من وقائع وأحداث قد لا تمت للواقع تماماً بصلة، لكنها تدع البعض يقفون لمواجهة انعكاس حياتهم المتمثلة بفكرة تلفزيونية .. لكن أحداث تلك السلسلة التي تقودها نحو النهاية، تقود بذلك الكثير من العلاقات نحو ذلك! القصص والدراما التي هي بالطبع مستقاة من العالم الواقعي وليست خيالاً يبتدعه كتاب هذه السيناريوهات، لكن هل يا ترى هناك من يقف خلف هؤلاء الكتاب، وهل هناك خطة مدروسة لطرح هذه الأفكار بالأسواق الإعلامية، والتي مع الأسف لم تعد تسعى كما في مسلسلات الزمن الماضي نحو طرح فكرة اجتماعية لمناقشة أبعادها والتوصل إلى حلول غير مباشرة. بل أن هناك بطريقة أو بأخرى من يسعى لأن يجعل من الموازيين المقلوبة، الصورة الصحيحة التي علينا أن نتقبلها بشكل أو بآخر. ومن الملاحظ بأن هذا العمل لم يظهر فجأة، إذ أن العديد من المسلسلات بدأت بطرح أحد الأفكار الجريئة كخيانة المرأة المتزوجة لزوجها، وانتشار الدعارة في الأوساط المحافظة، والظهور المتكرر والغير مبرر لشريحة كبيرة من متناولي المواد الكحولية وممارسي حياة المجون. قد لا تكون الفكرة بعيدة تماماً عن مجامعاتنا وإن كانت خفية، لكن الأمر لم يكن فقط مجرد بداية جريئة لطرح الفكرة والتنوية على تواجدها ووضع الشخص في بقعة ضوء ليدرك أن الفكرة أصبحت أمراً واقعاً، فكانت المسلسلات تبحث عن المسببات الاجتماعية لتدع للمشاهد أن يدرك حلها بنفسه. لكن مع الأيام بدأنا نرى أن هذه المسلسلات أصبحت تستخدم هذه القضايا كأمر واقع الحدوث وأنه لابد منه، وأن هناك مبررات لكل فعل شاذ، فأصبح على المشاهد أن يتقبل أمر الخيانة الزوجية والسهر والمجون كأمر واقع لابد من حدوثه لا بل هو الواقع الذي نعيش فيه. فكان من السهل جداً أن يقلب الكاتب السيناريو لتكون أمام مشكلة تحتاج إلى حل، إلى تبرير لهذه المشكلة ودعوة غير مباشرة لوضعها موقع الضحية والإشفاق عليها بدل اعتبارها جريمة أخلاقية لابد من وضع الخطط لمعالجتها. عندما يظهر لك أن الشر هو أمر مطلق وأن الشر ينبع من الظلم، وأن الجلاد هو أول ضحية عليك أن تدرك بذلك أنك الضحية التالية لأفكار تسوق لتدخل حياتك وتسوقك نحو الجحيم. ما يبدو اليوم على أنه مجرد مسلسل تلفزيوني ودراما للتسلية في الواقع هو منهج مدروس ومعد ليدخل إلى كل منزل ليلقلب موازين الأخلاق والتعليم. عندما تدور أحداث مسلسل كوميدي حول اللاشيء، وتكون الفكرة الوحيدة من المسلسل هو العرض المادي للثراء، ليشعرك بأن قيمة الحياة هي في المنازل الفخمة والسيارات و... وعندما ترى المرأة نفسها بشعة دون مواد التجميل وعمليات التجميل التي تظهر الممثلات بأبهى حلة .. وعندما ،،، وعندما ... حتى تجد نفسك تعيش في عالم الخيال والواقع هو الوهم. هل حان الوقت حتى يفكر المشاهد العربي بعمق أكثر، وهل يا ترى حان الوقت حتى نفكر بأن مايدور حولنا ليس عبارة عن عبثيات درامية وبرامج لم توجد فقط للتسلية. إن المسلسل الذي يعرض لك حياة الدعارة والمجون على أنها حياة الطبيعة والتي فرضها المجتمع وليس علينا محاربتها فهذا مسلسل ليس فقط موجوداً لأجل العرض الدرامي إنما ليوصل فكرة معينة. أن تباح بعض المحرمات أخلاقياً وإنسانياً، أن تمجد أسماء السفلة والقتلة، أن نبطل الحق ونحق الباطل، أن نجعل لأولادنا منهجاً أعوجاً يتبعونه فقط لأنه الواقع الذي علينا تقبله، لكن مع الأسف فنحن هنا نقف مواجهين الخطأ ومشاركين بالجريمة، نحن هنا الجلاد ولسنا الضحية. إلى متى سنتخلى عن الرؤية السطحية للأمور، وأن نتجاوز المتع المؤقتة وأن نقف مواجهين الواقع بجرأة ولا أن نختبئ خلف إصبعنا، أن نسعى نحو وضع الأمور في نصابها لا أن نجعل من الخطأ أمراً واقعاً علينا تقبله. كمجتمع محافظ، أين نحن اليوم من الأخلاقيات التي لا تتجزأ؟! وهل باعتقادك يا عزيزي القارئ أن الدراما العربية تأخذ منحاً معيناً لتوجه رسالة ما أنها حقاً تعكس الواقع الذي نعيشه؟! وهل من حق هذه الدراما أن تدخل إلى منازلنا فتدمرها، وكيف نقف نحن كأسر عربية محافظة أمام هذه الدراما، وكيف نتجاوز هذا الواقع الذي بات مفروضاً .. لكن على الأقل علينا ألا نكون ضحيته وبصمت؟! اترك لكم التفكير والإجابة ..