التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مراجعة الفيلم المتحدث عن تعذيب المسلمين .. فيلم التقرير - The Report

قد يسأل بعضنا: لماذا قد نهتمّ بفيلم أمريكيّ عن المسلمين؟.. وسنجيب سويًّا بعد تفكير: إنَّ جزءًا ضخمًا من تحليل سلوك الحضارات الأخرى مع حضارتنا يأتي من الاهتمام بمعرفة كيف هي حضارتنا في نظره، كيف يرانا هذا الآخر، ما هي الصورة التي يضعها لنا. فإنَّ صورة أيّ حضارة تمثَّل المِهاد والأساس والإطار الذي سنتعامل به مع هذه الحضارة. وهي أيضًا توضِّح لنا موقفنا منه، بل تعطينا تنبُّؤًا بأفعاله المستقبليَّة. ولنتذكَّر جميعًا دومًا أنَّ جزءًا من إدراكنا للواقع الذي نعيشه هو معرفتنا بالصورة الذهنيَّة لنا عند الغير، وكذلك ما هي أهدافه من التعامُل معنا.  افلام اونلاين

وفكرة معرفة الآخر -عمومًا- هي من أهمّ الأعمال لأيَّة حضارة لها معركة. ولنتصوَّر العدوّ كيف بذل مجهودات ضخمة لتأسيس "الاستشراق" -الذي هو معرفة بالآخر، وتحقيق لأهداف أخرى بناءً على هذه المعرفة-، وكذلك كمْ أنفق على غزونا فكريًّا وإدخال منظومة معرفة وقِيَم مُغايرَتَيْن لما نحن عليه أصلًا!.. كلُّ هذا وعشرات من التأسيسات الفكريَّة والعلميَّة تخبرنا عن قيمة الاطلاع على الآخر من الداخل؛ خاصَّةً عندما نكون نحن موضوع هذه النقاشات التي يُجريها.

وكثير من الكتب والإصدارات والنَّشرات في العالَم الغربيّ تصدر لتناقش أحوال المسلمين وعقائدهم وتاريخهم وموقفهم الراهن، وموقف الحضارة الغربيَّة منَّا. وطائفة -للأسف قليلة- من المسلمين ومن العرب خاصَّةً تهتم بترجمة ومتابعة هذه الجهود، وصورتنا في هذا تُشبه المثل الشعبيّ القائل: كما الأطرش في زفَّة. أيْ أنَّنا لا نعلم عن حديثهم عنَّا إلا القليل -وإنْ كُنَّا نعرف نواياهم بوضوح-.
وهنا يجب أنْ ننبِّه إلى أنَّ جُزءًا من تشكيل صورة المسلمين لدى العوام الغرب من مصادر معروفة منها الأفلام التي تأتي على ذكر المسلمين عَرَضًا، أو التي تُخصَّص للمسلمين. هذه الأفلام صارت كثيرة في الآونة الأخيرة وهذا يدلّ على أنَّنا نصل إلى ذروة من المعركة الحضاريَّة القائمة. ومن هنا يجب الاهتمام بهذه الأفلام وتحليلها كجُزء من البناء الثقافيّ للغرب، خاصَّةً أنَّ الأفلام تُشاهَد أضعاف ما يُقرأ الكتاب -حال القراءة في الغرب ليس كما يحاولون إيهامنا به-.

وهذه تجربة للتعريف بفيلم يتناول تعامل المنظومة الأمريكيَّة مع المسلمين في الألفيَّة الجديدة باختصار شديد. واخترت هذا الفيلم لأنَّه من التجارب النادرة التي سبحتْ ضدّ التيَّار ووقفت متعاطفة مع المسلمين، وفضحتْ الكثير من وجه الحضارة الأمريكيَّة الزائف الذي تقابل به أمريكا العالم. وهو من أجرأ ما يمكن حتى قد لا تصدِّق أنَّه خرج بالفعل. ووهنا يجب أنْ أنوِّه إلى أنَّ صناعة السينما في أمريكا تشبه المافيا التي تسيطر على غالبها الشركات الصهيونيَّة. وأنَّ صورة المسلمين في السينما بالغة السُّوء، بل إنَّ إظهار التعاطُف معهم وحده كفيل بأنْ تخسر عملك، أو أنْ يُنظر إليك نظرة المنبوذ.
قد يظنُّ مُشاهد "The Report" أنَّه فيلم يتعلِّق بعمليَّات تعذيب فاحشة تعرَّض لها آلاف المسلمين بعد أحداث "الحادي عشر من سبتمبر" (حادثة انهيار بُرجَيْ التجارة العالَميَّيْنِ) على يد "وكالة الاستخبارات الأمريكيَّة" ويا لها من جُرأة لتقديم ذلك! لكنَّ الحقيقة أنَّ الفيلم كان أكثر ذكاءً، وأشدّ وطأةً في التعبير عن عديد الأمور -لا فقط تعذيب المسلمين-.
فقد اختار صانع الفيلم أن يكون شديد الجرأة؛ ليصنع ما يمكن اعتباره بوضوح واحدًا من أخطر الأفلام. وسنعطي الآن فكرةً عن قصَّة الفيلم ثمَّ نسل الضوء على المعاني الجمَّة التي اختار الفيلم تصيُّدها، وبعض من الأشياء الفنيَّة التي ساعدتَ الصانع على حشد المعاني.


أحداث الفيلم
يدور الفيلم حول تقرير أعدَّتْه "لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكيّ" عن برنامج "الاحتجاز والاستجواب" الذي طُبِّق على نطاقات واسعة جدًّا ضدّ الآلاف من المسلمين بعد "الحادي عشر من سبتمبر" من قِبَل "المخابرات الأمريكيَّة" (C.I.A). وقد لجأوا لهذا البرنامج خاصًّةً بعد تطبيق العديد من المناهج الخاطئة؛ مثل أساليب تُدعى بـ"الاستجواب المُعزَّز"، والتي كانت أمثلةً فائقة الانتهاك للمُستجوَبين. ولكنَّهم رأوها غير مُجدية في استجلاب ما يريدون معرفته أو استنطاق المُعذَّبين به، فتحوَّلوا إلى ما هو أشدّ قسوةً وعنفوانًا.

"دانيل جونز" الشابّ الواعد الذي يُقدم بكلِّ طموح على خدمة بلاده، ويعمل منذ سنوات في مجال "مكافحة الإرهاب". نراه يترشَّح لقيادة هذا التحقيق عن ممارسات المخابرات من قِبَل نائبة مجلس الشيوخ "دايان فينستاين". ويبدأ العمل بكلِّ جدّ واجتهاد في مكتب يشبه القبو، في أحد مقرَّات "المخابرات". ثُمَّ سرعان ما تنهال المشكلات على وجهه، حيث يُقابل بالتعنت والرفض من قبل الكثير من الاتجاهات في الدولة، ويتقلِّص عدد زملائه إلى اثنين فقط.

وبعد إصرار "دانيل" على استمرار العمل رغم كلِّ شيء سرعان ما تتداعى الحقائق المُروِّعة على رأسه؛ عمَّا تمَّتْ مُمارسته من قبل "وكالة الاستخبارات" ضد الكثيرين من أفعال وحشيَّة ترقى لجرائم الحرب في تحقيقات لبلد يدَّعي أنَّه راعي حقوق الإنسان، ويكشف عن ضغوط تخنق حرِّيَّة الكثير من المؤسسات في بلد يدِّعي أنَّه بلد الحرِّيَّات. وهنا يهمنا بعد تصوُّرنا لما يدور في الفيلم من أحداث أنْ نهتمّ بالمعاني التي أتى بها.

المعاني التي كشف عنها الفيلم
الفيلم يدور عن تجربة "التقرير" كلّها، لا عن فحواه (تعذيب الآلاف) وحسب. نتأكد من ذلك عندما نرى اقتصار فحوى التقرير على أقلّ من نصف الفيلم. ونكتشف حينها أنَّ الفيلم لمْ يقدِّم ما عنده هنا. بل أنهى تقديم واحدة من الموضوعات والمعاني التي أراد التعبير عنها. حتى إذا تأمَّلتْ الموضوع برُمَّته خُيِّلَ إليك أنَّه استغلَّ حادث التقرير للتأكيد على معانٍ داخل الدولة الأمريكيَّة، وأنَّ فحوى التعذيب كان فقط تكئةً للوصول إلى ذلك. وبالمجمل تدور معاني الفيلم حول النقاط الآتية:

حالة الخوف والفزع التي أصابت المجتمع الأمريكيّ بعد حادث "سبتمبر"، وهذا السُّعار الذي ولَّده في نفوس المجتمع ضد الفاعلين، والذي على أساسه تمَّ توسيع اتهامهم ليشمل أمَّتهم العربيَّة، ثمَّ ليشمل دينهم "الإسلام" دون أيّ دليل أو استناد لشيء في هذه العمليَّة التعميميَّة الضخمة. حتى أصبحتْ كلمة "مسلم" كافيةً لاتهامك. والفيلم هنا يشير من بعيد إلى علمٍ أكيد للدولة الأمريكيَّة بالحادث قبل حدوثه، وأنَّها تركته يحدث في مَشهَديْن مُتواليَيْنِ في الثُّلُث الأخير من الفيلم.

يقف الفيلم مع جانب -ليس بالقليل- من الاتجاهات البحثيَّة العربيَّة والأجنبيَّة التي تؤكد أنَّ "الولايات المتحدة الأمريكيَّة" قد صنعت فكرة "الإرهاب" صنعًا لتؤسس لعالم جديد تصوغ هي معاييره. وهنا الفيلم لا يلجأ إلى الإشارة، بل إلى التصريح والمواجهة. حيث نرى إلصاق تهمة الإرهاب بمئات من المسلمين من جنسيات متعددة زورًا وبهتانًا، والاعتماد فقط على أيَّة ورقة لا قيمة لها لاقتياد عديد الأبرياء إلى حتفهم البطيء.

ويشير الفيلم كذلك إلى الصراع الضخم الذي ينهش الجسد الأمريكيّ، وتحوُّل دولة الحُرِّيَّات المزعومة إلى دولة خوف تُدار بالتهديدات المتبادلة بين أجنحتها العُظمى، فوق كثير من الفضائح في الجسد الإداريّ الأمريكيّ. ولعلَّ أكبر ما عرض له: الصراع السياسيّ بيْنَ الحزبَيْن الأعظَمَيْن: الديمقراطيّ والجُمهوريّ، وتلك الموازنات والضغوط والتهديدات بين الطرفين. وأيضًا الصراع بين أجهزة الدولة وأبرزها: "مكتب التحقيقات الفيدراليّ" (F.B.I)، و"وكالة الاستخبارات الأمريكيَّة" (C.I.A). وكَمّ الإرهاب التي تُدار به دولة الحريَّات العظمى في العالم. وهذا من أكبر محاور الفيلم المعنويَّة، إنْ لمْ يكن أكبرها.

وكالة المخابرات المركزية (CIA).
فكرة قيلتْ بالنصّ في عبارة "الديمقراطيَّة أمر فوضويّ". وهي نقد للدعامة العُظمى الأمريكيّة، ويقصد بالنقد هنا التطبيق. الذي تحوَّلت فيه "الديمقراطيَّة" من فكرة ومنهج لإدارة الحُكم إلى وسيلة للابتزاز المتبادل، والتلاعب والضغوط. وهنا ننوِّه أنَّ الإشكال ليس فقط في نظام الإدارة ومدى جودته، بل بمدى إرادة المُطبِّقين أنفسهم الصلاح والحقيقة. وإنّ أيّ نظام -مهما بلغت تدابيره الاحترازيَّة- لن يصلح متى أصرّ المُطبِّقون على الفساد، وتسيير الأمر بالأنانيَّة والأثرة والمصلحة الذاتيَّة.

فكرة قيلتْ نصًّا أيضًا وهي في منتهى الشجاعة. تتمثَّل في أنَّ الاختلاف العقائديّ بين أفراد "المخابرات الأمريكيَّة" وبين المُستجوَبين المسلمين، واختلاف ألوان بشراتهم وهيئاتهم كانتا لهما الفضل الكبير في هذه الجرأة التي تحلَّى بها المُعذِّبون في تعذيبهم. وهي من أشجع ما يمكن قوله.

أخيرًا والنقطة الأعمّ والأشمل وهي سلبيَّات فلسفة "البِرِجْماتيَّة" التي هي فلسفة "أمريكا" الرسميَّة. و"البرجماتيَّة" ببساطة مذهب فلسفيّ يحدد قيمة أيّ شيء من خلال المكاسب والخسائر التي يؤدي إليها هذا الشيء. وهو فرع من مذاهب "النفعيَّة" في الفلسفة. وفي الفيلم كثير من أمثلته؛ مثل قياس تجربة التعذيب على البشر بإفادتها على الحيوانات!! ومثل أنَّ كثيرًا من الاتجاهات رفضتْ أساليب التعذيب هذه لعدم جدواها فقط؛ أيْ لأنَّها لمْ تحقق النفع المَرجوَّ منها!! لا لكونها اعتداءً بالغ السُّفور على البشر -وهنا يظهر لنا كيف يفكِّرون في الآخرين كالجمادات أو الحيوانات على أقصى تقدير-، ومثل قياس خسائر التجربة الوحشيَّة بعدد ما تمَّ إنفاقه عليها من أموال الدولة!! وهكذا.

ولعلَّ النظر في هذه المعاني يطلعنا بشدة على أنَّ فيلم "التقرير" هو واحد من أخطر الأفلام. فقد ساق كلَّ ما تقدَّم بشجاعة نادرة، تستحق الاحترام من صانعيه. ويكفي أنْ تعرف أنَّ إثارة مسألة المسلمين بالتعاطُف فقط تعدّ مخاطرة كبيرة هناك، في ظلّ أمواج جارفة تعزف على نغمة "الإرهاب" المبتذلة. والفيلم بالعموم وقفة أمام الذات الأمريكيَّة، لمحاسبة النفس.

ختامًا
وفي الختام يبقى أن نلاحظ أشياء من فنيَّات الفيلم استُخدمتْ بذكاء وزادتْ من حدَّته وقوَّته منها التقليل من الخطوط الدراميَّة، ومن الشخصيَّات الرئيسة. حيث لا نجد إلا البطل، ونائبة الكونجرس. أيضًا الاعتماد على اللقطات الرَّمزيَّة. ومنها لقطة بطل الفيلم بين بُرجَيْن من أوراق تقريره (برجَيْ التجارة العالَميَّيْن) وهو حبيس بينهما بنظراته التائهة بين اليقين والثبات وضدَّيْهما. وكذلك المَشاهد الرَّمزيَّة مثل مشهد مواجهة البطل لموظف المخابرات وتقابُل وجهتَيْ نظر المُؤسَّستين عن الأوراق التي تعبر عن المعرفة والسياسة العامَّة. وكذلك رمزيَّة استخدام المباني في الخلفيات، وكثير غيرها.
وأيضًا الاعتماد على شحن أقصى للعبارات للحدّ الذي تصل فيه إلى درجة "رمزيَّة العبارة". ومنها قول البطل ساخرًا عن أحد ضحايا التعذيب:
قالوا لنا إنَّ الشيء المحظور في برنامج التعذيب هو عدم إحداث إعاقة مُستدامة فيا تُرى لأيّ وقت سيظلّ المُعذَّب ميتًا؟! ..
وأخيرًا براعة صياغة ملصق الفيلم وشارة النهاية باستخدام "شطب" المعلومات في الدولة.
لمشاهدة الفيلم كامل من الرابط التالى >> فيلم The Report


هل تؤثر المسلسلات التلفزيونية على العلاقات الزوجية؟! مشاهدة مسلسل الإجابة هي نعم! .. هناك للأسف تأثير بالغ للمسلسلات التلفزيونية على واقع العلاقات الزوجية، بما تطرحه من وقائع وأحداث قد لا تمت للواقع تماماً بصلة، لكنها تدع البعض يقفون لمواجهة انعكاس حياتهم المتمثلة بفكرة تلفزيونية .. لكن أحداث تلك السلسلة التي تقودها نحو النهاية، تقود بذلك الكثير من العلاقات نحو ذلك! القصص والدراما التي هي بالطبع مستقاة من العالم الواقعي وليست خيالاً يبتدعه كتاب هذه السيناريوهات، لكن هل يا ترى هناك من يقف خلف هؤلاء الكتاب، وهل هناك خطة مدروسة لطرح هذه الأفكار بالأسواق الإعلامية، والتي مع الأسف لم تعد تسعى كما في مسلسلات الزمن الماضي نحو طرح فكرة اجتماعية لمناقشة أبعادها والتوصل إلى حلول غير مباشرة. بل أن هناك بطريقة أو بأخرى من يسعى لأن يجعل من الموازيين المقلوبة، الصورة الصحيحة التي علينا أن نتقبلها بشكل أو بآخر. ومن الملاحظ بأن هذا العمل لم يظهر فجأة، إذ أن العديد من المسلسلات بدأت بطرح أحد الأفكار الجريئة كخيانة المرأة المتزوجة لزوجها، وانتشار الدعارة في الأوساط المحافظة، والظهور المتكرر والغير مبرر لشريحة كبيرة من متناولي المواد الكحولية وممارسي حياة المجون. قد لا تكون الفكرة بعيدة تماماً عن مجامعاتنا وإن كانت خفية، لكن الأمر لم يكن فقط مجرد بداية جريئة لطرح الفكرة والتنوية على تواجدها ووضع الشخص في بقعة ضوء ليدرك أن الفكرة أصبحت أمراً واقعاً، فكانت المسلسلات تبحث عن المسببات الاجتماعية لتدع للمشاهد أن يدرك حلها بنفسه. لكن مع الأيام بدأنا نرى أن هذه المسلسلات أصبحت تستخدم هذه القضايا كأمر واقع الحدوث وأنه لابد منه، وأن هناك مبررات لكل فعل شاذ، فأصبح على المشاهد أن يتقبل أمر الخيانة الزوجية والسهر والمجون كأمر واقع لابد من حدوثه لا بل هو الواقع الذي نعيش فيه. فكان من السهل جداً أن يقلب الكاتب السيناريو لتكون أمام مشكلة تحتاج إلى حل، إلى تبرير لهذه المشكلة ودعوة غير مباشرة لوضعها موقع الضحية والإشفاق عليها بدل اعتبارها جريمة أخلاقية لابد من وضع الخطط لمعالجتها. عندما يظهر لك أن الشر هو أمر مطلق وأن الشر ينبع من الظلم، وأن الجلاد هو أول ضحية عليك أن تدرك بذلك أنك الضحية التالية لأفكار تسوق لتدخل حياتك وتسوقك نحو الجحيم. ما يبدو اليوم على أنه مجرد مسلسل تلفزيوني ودراما للتسلية في الواقع هو منهج مدروس ومعد ليدخل إلى كل منزل ليلقلب موازين الأخلاق والتعليم. عندما تدور أحداث مسلسل كوميدي حول اللاشيء، وتكون الفكرة الوحيدة من المسلسل هو العرض المادي للثراء، ليشعرك بأن قيمة الحياة هي في المنازل الفخمة والسيارات و... وعندما ترى المرأة نفسها بشعة دون مواد التجميل وعمليات التجميل التي تظهر الممثلات بأبهى حلة .. وعندما ،،، وعندما ... حتى تجد نفسك تعيش في عالم الخيال والواقع هو الوهم. هل حان الوقت حتى يفكر المشاهد العربي بعمق أكثر، وهل يا ترى حان الوقت حتى نفكر بأن مايدور حولنا ليس عبارة عن عبثيات درامية وبرامج لم توجد فقط للتسلية. إن المسلسل الذي يعرض لك حياة الدعارة والمجون على أنها حياة الطبيعة والتي فرضها المجتمع وليس علينا محاربتها فهذا مسلسل ليس فقط موجوداً لأجل العرض الدرامي إنما ليوصل فكرة معينة. أن تباح بعض المحرمات أخلاقياً وإنسانياً، أن تمجد أسماء السفلة والقتلة، أن نبطل الحق ونحق الباطل، أن نجعل لأولادنا منهجاً أعوجاً يتبعونه فقط لأنه الواقع الذي علينا تقبله، لكن مع الأسف فنحن هنا نقف مواجهين الخطأ ومشاركين بالجريمة، نحن هنا الجلاد ولسنا الضحية. إلى متى سنتخلى عن الرؤية السطحية للأمور، وأن نتجاوز المتع المؤقتة وأن نقف مواجهين الواقع بجرأة ولا أن نختبئ خلف إصبعنا، أن نسعى نحو وضع الأمور في نصابها لا أن نجعل من الخطأ أمراً واقعاً علينا تقبله. كمجتمع محافظ، أين نحن اليوم من الأخلاقيات التي لا تتجزأ؟! وهل باعتقادك يا عزيزي القارئ أن الدراما العربية تأخذ منحاً معيناً لتوجه رسالة ما أنها حقاً تعكس الواقع الذي نعيشه؟! وهل من حق هذه الدراما أن تدخل إلى منازلنا فتدمرها، وكيف نقف نحن كأسر عربية محافظة أمام هذه الدراما، وكيف نتجاوز هذا الواقع الذي بات مفروضاً .. لكن على الأقل علينا ألا نكون ضحيته وبصمت؟! اترك لكم التفكير والإجابة ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تردد قناة ايجي بست Egybest الجديد 2021 على نايل سات

كشفت مصادر تقنية، عن  تردد قناة ايجي بست Egybest الجديد 2021 ؛ لمشاهدة أجمل الأفلام والمسلسلات المصرية والعالمية على النايل سات مجانا دون الحاجة إلى اشتراك مدفوع. وقالت المصادر التقنية إن  تردد قناة ايجي بست 2021  على نايل سات هو كالتالي: 11179، معدل الترميز 27500، الاستقطاب أفقي، موضحة أنها تبث أعمال فنية على مدار الساعة. وأفادت بأن التردد المكتوب في الفقرة السابقة يعمل على تنزيل ثلاث قنوات فضائية جديدة تختص في المسلسلات والأفلام، وهي (دراما و أفلام وسينما)، مؤكدة أنها من أحدث المحطات. ويتضمن النايل سات العشرات من القنوات الفضائية الجديدة، لا سيما المصرية التي أصبحت تحمل أسماء فنانين مشهورين ومناطق ومواقع كبيرة، الأمر الذي أتاح خيارات عديدة للمشاهد. ترددات قنوات ايجي بست 2021: وتقول ايجي بست عبر صفحتها بموقع فيسبوك إنها قناة حديثة النشأة، تسعى إلى تلبية رغبات الجمهور العربي من خلال توفير أي فيلم أو مسلسل حديث للمشاهدين دون عناء البحث. وتؤكد المحطة أنها تستهدف المشاهد العربي بشكل عام ولا تقتصر على المصريين، لافتة إلى أنها تعمل على تجهيز خطة جديدة للبث تشمل الأخذ بآراء المتابعين وآلية

مشاهدة مباراة اليوم على موقع يلا شوت ارابيا حصريا بجودة عالية

اتش يلا شوت ارابيا hdkoora واحد من أكبر وأهم المواقع المتخصصة في البث المباشر للمباريات في كل البطولات البطولات العالمية والمحلية والدولية الخاصة بالأندية والمنتخبات ففي موقع اتش يلا شوت ارابيا yalla-shoot-arabia ستجدون كل ما يسركم من خلال مشاهدة مباريات اليوم بتقنية عالية بدون إعلانات مزعجة سواء دوري أبطال أوروبا بما فيه من أندية كبيرة مثل تشيلسي ومانشستر سيتي وريال مدريد وبرشلونة وليفربول وبايرن ميونخ وغيرهم من الأندية الأوروبية الكبيرة أو دوري أبطال أفريقيا عبر ات يلا شوت ارابيا yalla-shoot-arabia من خلال تواجد الأهلي والزمالك والترجي والنجم الرياضي الساحلي وصن داونز وكايزر تشيفز والوداد والرجاء وغيرهم من الأندية العربية والأفريقية الكبيرة ففي موقع اتش دي كورة نقدم بث مباشر مباريات اليوم عبر روابط متعددة من خلال طرق مختلفة حتى نوفر عليكم عناء تقطيع البث في عدد كبير من المواقع لأننا على عهدنا بكم في تقديم خدمة مميزة وفريدة من نوعها عبر اتش يلا شوت ارابيا yalla-shoot-arabia. وإذا كان الحديث عن جدول مباريات اليوم فإننا في اتش يلا شوت ارابيا yalla-shoot-arabia نقدم لكم في أعلى صدر الصفح

افضل موقع لتحميل تطبيقات الاندرويد ٢٠٢٣

يبحث الملايين من المستخدمين عن إمكانية تحميل واتساب ابن الحاج الاخضر والذي يعد بمثابة هدف للكثيرين خاصة بعد تحديثه وتطويره في الأونة الأخيرة وظهوره بشكل أفضل من ذي قبل، الأمر الذي جعل المطور الخاص به يقوم على إضافة الكثير من المميزات إلى هذه النسخة المطورة 2022 وأصبح في الإمكان التعرف على نسخة واتس ابن الحاج الاخضر. ما هي النسخ المتوفرة من واتساب ابن الحاج؟ نحرص في موقع "أبك بست" على تقديم كل ما هو أفضل في مجال التكنولوجيا ونحن اليوم على موعد واتساب ابن الحاج الاخضر الذي يعد نسخة واحدة من بين 5 نسخ خرجت إلى النور من واتس أب ابن الحاج، ونذكر هذه النسخ على النحو التالي: واتساب ابن الحاج اخضر واتساب ابن الحاج احمر واتساب ابن الحاج عنابي واتساب بان الحاج ازرق واتساب ابن الحاج اسود نبذة عن واتس ابن الحاج الاخضر سنقوم بجولة لنتعرف على واتساب ابن الحاج الاخضر ونعرف أكثر عن أهم المميزات التي يقدمها ومرحلة التطور والتحديث المستمر والذي يعطي دفعة قوية لكل من يرغب في تواجد التطبيق على هاتفه كأحد أهم التطبيقات المطورة والمعدلة آخر إصدار 2022. مميزات واتساب ابن الحاج عبر ابك بست